التي قد تواتر النصوص علی ندبها و الحثّ علیها، خصوصاً في أوقات مخصوصة کالجمعة و عرفة و شهر رمضان، و علی طوائف مخصوصة کالجیران و الأرحام، بل ورد في الخبر: «لا صدقه و ذو الرحم محتاج». و هي دواء المریض و دافعة البلاء و قد أبرم إبراماً، و بها یستنزل الرزق و یقضی الدین و تخلف البرکة و تزید في المال، و بها تدفع میتة السوء و الداء و الحرق و الغرق و الهدم و الجنون إلی سبعین باباً من السوء، و بها في أوّل کلّ یوم یدفع نحوسة ذلک الیوم و شروره، و في أوّل کلّ لیلة تدفع نحوسة تلک اللیلة و شرورها. و لا یستقلّ قلیلها فقد ورد: «تصدّقوا، و لو بقبضة أو ببعض قبضة و لو بشقّ تمرة فمن لم یجد فبکلمة طیّبة»، و لا یستکثر کثیرها فإنّها تجارة رابحة، ففي الخبر: «إذا أملقتم تاجروا الله بالصدقة»، و في خبر آخر: «إنّها خیر الذخائر»، و في آخر: «إنّ الله تعالی یربي الصدقات لصاحبها حتّی یلقیها یوم القیامة کجبل عظیم».
مسألة ۱- یعتبر في الصدقة قصد القربة، و الأقوی أنّه لا یعتبر فیها العقد المشتمل علی الإیجاب و القبول، کما نسب إلی المشهور. بل یکفي المعاطاة، فتتحقّق بکلّ لفظ أو فعل؛ من إعطاء أو تسلیط قصد به التملیک مجّاناً مع نیّة القربة، و یشترط فیها الإقباض و القبض.
مسألة ۲- لا یجوز الرجوع في الصدقة بعد القبض و إن کانت علی أجنبيّ علی الأصحّ.
مسألة ۳- تحلّ صدقة الهاشمي لمثله و لغیره مطلقاً، حتّی الزکاة المفروضة و الفطرة، و أمّا صدقة غیر الهاشمي فتحلّ في المندوبة و تحرم في الزکاة المفروضة و الفطرة. و أمّا المفروضة غیرهما – کالمظالم و الکفّارات و نحوها – فالظاهر أنّها کالمندوبة و إن کان الأحوط عدم إعطائهم و تنزّههم عنها.
مسألة ۴- یعتبر في المتصدّق: البلوغ و العقل و عدم الحجر لفلس أو سفه، نعم في صحّة صدقة من بلغ عشر سنین وجه، لکنّه لا یخلو عن إشکال.
مسألة ۵- لا یعتبر في المتصدّق علیه في الصدقة المندوبة الفقر و لا الإیمان، بل و لا الإسلام، فیجوز علی الغنيّ و علی المخالف و علی الذمّي و إن کانا أجنبیّین، نعم لا یجوز علی الناصب و لا علی الحربي و إن کانا قریبین.
مسألة ۶- الصدقة المندوبة سرّاً أفضل، فقد ورد: «إنّ صدقة السرّ تطفیء غضب الربّ و تطفیء الخطیئة کما یطفیء الماء النار و تدفع سبعین باباً من البلاء»، و في خبر آخر عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : «سبعة یظلّهم الله في ظلّه یوم لا ظلّ إلّا ظلّه – إلی أن قال – و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّی لم تعلم یمینه ما تنفق شماله». نعم إذا اتّهم بترک المواساة فأراد دفع التهمة عن نفسه أو قصد اقتداء غیره به لا بأس بالإجهار بها و لم یتأکّد إخفاؤها، هذا في الصدقة المندوبة، و أمّا الواجبة فالأفضل إظهارها مطلقاً.
مسألة ۷- یستحبّ المساعدة و التوسّط في إیصال الصدقة إلی المستحقّ، فعن مولانا الصادق علیه السّلام: «لو جری المعروف علی ثمانین کفّاً لاُوجروا کلّهم من غیر أن ینقص صاحبه من أجره شیئاً»، بل في خبر آخر عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم أنّه قال في خطبة له: «من تصدّق بصدقة عن رجل إلی مسکین کان له مثل أجره و لو تداولها أربعون ألف إنسان ثمّ وصلت إلی المسکین کان لهم أجر کامل».
مسألة ۸- یکره کراهة شدیدة أن یتملّک من الفقیر ما تصدّق به بشراء أو اتّهاب أو بسبب آخر بل قیل بحرمته، نعم لا بأس بأن یرجع إلیه بالمیراث.
مسألة ۹- یکره ردّ السائل و لو ظنّ غناه، بل أعطاه و لو شیئاً یسیراً، فعن مولانا الباقر علیه السّلام: «اعط السائل و لو کان علی ظهر فرس»، و عنه علیه السّلام قال: «کان فیما ناجی الله – عزّ و جلّ – به موسی علیه السّلام قال: یا موسی أکرم السائل ببذل یسیر أو بردٍّ جمیل...» الخبر.
مسألة ۱۰- یکره کراهة شدیدة السؤال من غیر احتیاج، بل مع الحاجة أیضاً، و ربّما یقال بحرمة الأوّل و لا یخلو من قوّة، فعن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: «من فتح علی نفسه باب مسألة فتح الله علیه باب فقر»، و عن مولانا الصادق علیه السّلام قال: «قال عليّ بن الحسین علیهما السّلام: ضمنت علی ربّي أنّه لا یسأل أحد من غیر حاجة إلّا اضطرّ به المسألة یوماً إلی أن یسأل من حاجة»، و عن مولانا الباقر علیه السّلام: «لو یعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحداً، و لو یعلم المعطي ما في العطیّة ما ردّ أحد أحداً»، ثمّ قال علیه السّلام: «إنّه من سأل و هو یظهر غنی لقی الله مخموشاً وجهه یوم القیامة»، و في خبر آخر: «من سأل من غیر فقر فإنّما یأکل الخمر»، و في خبر آخر: «من سأل الناس و عنده قوت ثلاثة أیّام لقی الله یوم القیامة و لیس علی وجهه لحم»، و في آخر قال أبو عبد الله علیه السّلام: «ثلاثة لا ینظر إلیهم یوم القیامة و لا یزکّیهم و لهم عذاب ألیم: الدیّوث و الفاحش المتفحّش و الذي یسأل الناس و في یده یظهر غنی».
تاریخ به روزرسانی: سه شنبه, ۱۸ شهریور ۱۴۰۴